الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افضليىة بعض القرأن ج9

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 20/03/2015

افضليىة بعض القرأن ج9 Empty
مُساهمةموضوع: افضليىة بعض القرأن ج9   افضليىة بعض القرأن ج9 Emptyالأحد مارس 29, 2015 7:12 pm

ونظائر هذا كثيرة .
فهكذا يعلم الأمر في فضل { قل هو الله أحد } وغيرها فقراءة الفاتحة في أول الصلاة أفضل من قراءتها بل هو الواجب والاحتزاء بها وحدها لا يمكن بل تبطل معه الصلاة .
ولهذا وجب التقرب بالفرائض قبل النوافل والتقرب بالنوافل إنما يكون تقربا إذا فعلت الفرائض لا كما ظنه بعض الاتحادية كصاحب " الفتوحات المكية " ونحوه من أن قرب الفرائض يكون بعد قرب النوافل والنوافل تجعل الحق غطاءه وتلك تجعل الحق عينه .
فهذا بناء على أصله الفاسد من الاتحاد كما بين .
وبين أن الحديث يناقض مذهبه من وجوه كما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم { يقول الله : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه .
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها .
فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي .
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه } .
وقد بين في هذا الحديث أن المتقرب ليس هو المتقرب إليه ; بل هو غيره .
وأنه ما تقرب إليه عبده بمثل أداء المفروض وأنه لا يزال بعد ذلك يتقرب بالنوافل حتى يصير محبوبا لله فيسمع به ويبصر به ويبطش به ويمشي به .
ثم قال { ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه } ففرق بين السائل والمسئول والمستعيذ والمستعاذ به وجعل العبد سائلا لربه مستعيذا به .
وهذا حديث شريف جامع لمقاصد عظيمة ليس هذا موضعها بل المقصود هنا الكلام على { قل هو الله أحد } .
وقد بينا أن أحسن الوجوه أن معاني القرآن ثلاثة أنواع : توحيد وقصص وأحكام .
وهذه السورة صفة الرحمن فيها التوحيد وحده وذلك لأن القرآن كلام الله .
والكلام نوعان : إما إنشاء وإما إخبار والإخبار إما خبر عن الخالق وإما خبر عن المخلوق .
فالإنشاء هو الأحكام كالأمر والنهي .
والخبر عن المخلوق هو القصص .
والخبر عن الخالق هو ذكر أسمائه وصفاته .
وليس في القرآن سورة هي وصف الرحمن محضا إلا هذه السورة .
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ { قل هو الله أحد } فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه : لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه } .
وقال البخاري في ( باب الجمع بين السورتين في ركعة : وقال عبيد الله عن ثابت عن أنس : { كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم بها في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ { قل هو الله أحد } حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها فكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه وقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بأخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال : ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم ذلك تركتكم .
وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره .
فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال : يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة .
قال : إني أحبها .
قال حبك إياها أدخلك الجنة } .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم { إنها تعدل ثلث القرآن } حق كما أخبر به فإنه صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى لم يخرج من بين شفتيه إلا حق .
والذين أشكل عليهم هذا القول لهم مأخذان : أحدهما منع تفاضل كلام الله بعضه على بعض وقد تبين ضعفه .
الثاني اعتقادهم أن الأجر يتبع كثرة الحروف فما كثرت حروفه من الكلام يكون أجره أعظم .
قالوا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات .
أما إني لا أقول { الم } حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف } .
قال الترمذي حديث صحيح .
قالوا ومعلوم أن ثلث القرآن حروفه أكثر بكثير فتكون حسناته أكثر .
فيقال لهم : هذا حق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الحسنات فيها كبار وصغار والنبي صلى الله عليه وسلم مقصوده أن الله يعطي العبد بكل حسنة عشر أمثالها كما قال تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } فإذا قرأ حرفا كان ذلك حسنة فيعطيه بقدر تلك الحسنة عشر مرات لكن لم يقل : إن الحسنات في الحروف متماثلة .
كما أن من تصدق بدينار يعطى بتلك الحسنة عشر أمثالها .
والواحد من بعد السابقين الأولين لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه كما ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو إذا أنفق مدا كان له بهذه الحسنة عشر أمثالها .
ولكن لا تكون تلك الحسنة بقدر حسنة من أنفق مدا من الصحابة السابقين .
ونظائر هذا كثيرة .
فكذلك حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من { تبت يدا أبي لهب } وإذا كان الشيء يعدل غيره فعدل الشيء - بالفتح - هو مساويه وإن كان من غير جنسه .
كما قال تعالى : { أو عدل ذلك صياما } والصيام ليس من جنس الطعام والجزاء ولكنه يعادله في القدر .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم { لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا } وقوله تعالى : { ولا يقبل منها عدل } أي فدية والفدية ما يعدل بالمفدى وإن كان من غير جنسه : { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } أي يجعلون له عدلا أي ندا في الإلهية وإن كانوا يعلمون أنه ليس من جنس الرب سبحانه .
ولو كان لرجل أموال من أصناف متنوعة ولآخر ذهب بقدر ذلك لكان مال هذا يعدل مال هذا وإن لم يكن من جنسه ; ولهذا قد يكون عند الرجل من الذهب وغيره من الأموال ما يعدل شيئا عظيما وإذا احتاج إلى دواء أو مركب أو مسكن أو نحو ذلك ولم يكن قادرا على اشترائه لم تنفعه تلك الأموال العظيمة .
فالقرآن يحتاج الناس إلى ما فيه من الأمر والنهي والقصص .
وإن كان التوحيد أعظم من ذلك .
وإذا احتاج الإنسان إلى معرفة ما أمر به وما نهى عنه من الأفعال أو احتاج إلى ما يؤمر به ويعتبر به من القصص والوعد والوعيد لم يسد غيره مسده فلا يسد التوحيد مسد هذا ولا تسد القصص مسد الأمر والنهي ولا الأمر والنهي مسد القصص .
بل كل ما أنزل الله ينتفع به الناس ويحتاجون إليه .
فإذا قرأ الإنسان { قل هو الله أحد } حصل له ثواب بقدر ثواب ثلث القرآن ; لكن لا يجب أن يكون الثواب من جنس الثواب الحاصل ببقية القرآن بل قد يحتاج إلى جنس الثواب الحاصل بالأمر والنهي والقصص فلا تسد ( { قل هو الله أحد } مسد ذلك ولا تقوم مقامه فلهذا لو لم يقرأ ( { قل هو الله أحد } فإنه وإن حصل له أجر عظيم لكن جنس الأجر الذي يحصل بقراءة غيرها لا يحصل له بقراءتها بل يبقى فقيرا محتاجا إلى ما يتم به إيمانه من معرفة الأمر والنهي والوعد والوعيد ولو قام بالواجب عليه .
فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب وإن كان قارئ ( { قل هو الله أحد } ثلاثا يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار ; فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره وذاك محتاج إلى ما مع هذا وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا .
وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام .
ومما ينبغي أن يعلم أن فضل القراءة والذكر والدعاء والصلاة وغير ذلك قد يختلف باختلاف حال الرجل فالقراءة بتدبر أفضل من القراءة بلا تدبر والصلاة بخشوع وحضور قلب أفضل من الصلاة بدون ذلك .
وفي الأثر : { إن الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحدا وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض } .
وكان بعض الشيوخ يرقى بـ { قل هو الله أحد } وكان لها بركة عظيمة فيرقى بها غيره فلا يحصل ذلك فيقول : ليس ( { قل هو الله أحد } من كل أحد تنفع كل أحد .
وإذا عرف ذلك فقد يكون تسبيح بعض الناس أفضل من قراءة غيره ويكون قراءة بعض السور من بعض الناس أفضل من قراءة غيره ل { قل هو الله أحد } وغيرها .
والإنسان الواحد يختلف أيضا حاله .
فقد يفعل العمل المفضول على وجه كامل فيكون به أفضل من سائر أعماله الفاضلة وقد غفر الله لبغي لسقيها الكلب كما ثبت ذلك في الصحيحين وهذا لما حصل لها في ذلك العمل من الأعمال القلبية وغيرها .
وقد ينفق الرجل أضعاف ذلك فلا يغفر له لعدم الأسباب المزكية للعمل فإن الله إنما يتقبل من المتقين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه } يقوله عن أصحابه السابقين الأولين رضي الله عنهم فإذا قيل : إن { قل هو الله أحد } يعدل ثوابها ثواب ثلث القرآن فلا بد من اعتبار التماثل في سائر الصفات وإلا فإذا اعتبر قراءة غيرها مع التدبر والخشوع بقراءتها مع الغفلة والجهل لم يكن الأمر كذلك ; بل قد يكون قول العبد : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " مع حضور القلب واتصافه بمعانيها أفضل من قراءة هذه السورة مع الجهل والغفلة والناس متفاضلون في فهم هذه السورة وما اشتملت عليه كما أنهم متفاضلون في فهم سائر القرآن .
فصل وأصل هذه المسألة أن يعلم أن التفاضل والتماثل إنما يقع بين شيئين فصاعدا إذ الواحد من كل وجه لا يعقل فيه شيء أفضل من شيء فالتفاضل في صفاته تعالى إنما يعقل إذا أثبت له صفات متعددة كالعلم والقدرة والإرادة والمحبة والبغض والرضا والغضب .
وكإثبات أسماء له متعددة تدل على معان متعددة وأثبت له كلمات متعددة تقوم بذاته حتى يقال : هل بعضها أفضل من بعض أم لا ؟ وكل قول سوى قول السلف والأئمة في هذا الباب فهو خطأ متناقض وأي شيء قاله في جواب هذه المسألة كان خطأ لا يمكنه أن يجيب فيه بجواب صحيح .
فمن قال : إنه ليس له صفة ثبوتية بل ليس له صفة إلا سلبية أو إضافية - كما يقول ذلك الجهمية المحضة من المتفلسفة والمتكلمة أتباع جهم بن صفوان - فهذا إذا قيل له أيهما أفضل : نسبته التي هي الخلق إلى السموات والأرض أم إلى بعوضة ؟ أم أيما أفضل : نفي الجهل بكل شيء عنه والعجز عن كل شيء أم نفي الجهل بالكليات ؟ لم يمكنه أن يجيب بجواب صحيح على أصله الفاسد .
فإنه إن قال : خلق السموات مماثل خلق البعوضة كان هذا مكابرة للعقل والشرع قال تعالى : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون } وإن قال : بل ذلك أعظم وأكبر كما في القرآن قيل له ليس عندك أمران وجوديان يفضل أحدهما الآخر إذ الخلق على قولك لا يزيد على المخلوق فلم يبق إلا العدم المحض فكيف يعقل في المعدومين من كل وجه أن يكون أحدهما أفضل من صاحبه إذا لم يكن هناك وجود يحصل فيه التفاضل ؟ وكذلك إذا قيل : نفي الجهل والعجز عن بعض الأشياء مثل نفي ذلك عن بعض الأشياء كان هذا مكابرة وإن قال : بل نفي الجهل العام أكمل من نفي الجهل الخاص قيل له : إذا لم يلزم من نفي الجهل ثبوت علم بشيء من الأشياء بل كان النفيان عدمين محضين فكيف يعقل التفاضل في الشيء الواحد من كل وجه ؟ فإنه لا يعقل في العدم المحض والنفي الصرف فإن ذلك ليس بشيء أصلا ولا حقيقة له في الوجود ولا فيه كمال ولا مدح وإنما يكون التفاضل بصفات الكمال والكمال لا بد أن يكون وجودا قائما بنفسه أو صفة موجودة قائمة بغيرها .
فأما العدم المحض فلا كمال فيه أصلا .
ولهذا إنما يصف الله نفسه بصفات التنزيه لا السلبية العدمية لتضمنها أمورا وجودية تكون كما لا يتمدح سبحانه بها كما قد بسط في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم } فنفي ذلك يتضمن كمال الحياة والقيومية وكذلك قوله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } يتضمن كمال الملك والربوبية وانفراده بذلك ونفس انفراده بالملك والهداية والتعليم وسائر صفات الكمال هو من صفات الكمال ولهذا كانت السورة فيها الاسمان الأحد الصمد وكل منهما يدل على الكمال .
فقوله ( أحد ) يدل على نفي النظير وقوله ( الصمد ) بالتعريف يدل على اختصاصه بالصمدية .
ولهذا جاء التعريف في اسمه الصمد دون الأحد لأن أحدا لا يوصف به في الإثبات غيره بخلاف الصمد فإن العرب تسمي السيد صمدا .
قال يحيى بن أبي كثير : الملائكة تسمى صمدا والآدمي أجوف فقوله " الصمد " بيان لاختصاصه بكمال الصمدية .
وقد ذكرنا تفسير الصمد واشتماله على جميع صفات الكمال كما رواه العلماء من تفسير ابن أبي طلحة عن ابن عباس وقد ذكره ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي وغيرهم في قوله : ( الصمد يقول : السيد الذي قد كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحكيم الذي قد كمل في حكمته والعليم الذي قد كمل في علمه والحليم الذي قد كمل في حلمه وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس له كفؤ وليس كمثله شيء سبحانه الواحد القهار .
وكذلك قد ثبت من حديث الأعمش عن أبي وائل وقد ذكره البخاري في صحيحه ورواه كثير من أهل العلم في كتبهم قال : الصمد السيد الذي انتهى سؤدده .
وقد قال غير واحد من السلف كابن مسعود وابن عباس وغيرهما : الصمد الذي لا جوف له .
وكلا القولين حق موافق للغة كما قد بسط في موضعه .
أما كون الصمد هو السيد فهذا مشهور وأما الآخر فهو أيضا معروف في اللغة .
وقد ذكر الجوهري وغيره أن الصمد لغة في الصمت وليس هذا من إبدال الدال بالتاء كما ظنه بعضهم بل لفظ صمد يصمد صمدا يدل على ذلك .
والمقصود هنا أن صفات الكمال إنما هي في الأمور الموجودة والصفات السلبية إنما تكون كمالا إذا تضمنت أمورا وجودية ; ولهذا كان تسبيح الرب يتضمن تنزيهه وتعظيمه جميعا فقول العبد : " سبحان الله " يتضمن تنزيه الله وبراءته من السوء وهذا المعنى يتضمن عظمته في نفسه ليس هو عدما محضا لا يتضمن وجودا فإن هذا لا مدح فيه ولا تعظيم .
وكذلك سائر ما تنزه الرب عنه من الشركاء والأولاد وغير ذلك كقوله تعالى : { أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما } - إلى قوله - { إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } { سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا } { تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } .
وقوله تعالى : { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } { وسلام على المرسلين } وغير ذلك .
فنفي العيوب والنقائص يستلزم ثبوت الكمال ونفي الشركاء يقتضي الوحدانية وهو من تمام الكمال فإن ما له نظير قد انقسمت صفات الكمال وأفعال الكمال فيه وفي نظيره فحصل له بعض صفات الكمال لا كلها .
فالمنفرد بجميع صفات الكمال أكمل ممن له شريك يقاسمه إياها .
ولهذا كان أهل التوحيد والإخلاص أكمل حبا لله من المشركين الذين يحبون غيره الذين اتخذوا من دونه أندادا يحبونهم كحبه .
قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } وهذا مبسوط في غير هذا الموضع قد بين فيه أن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله تعالى .
وفي الصحيحين { عن ابن مسعود قال : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك .
قلت ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك .
قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني بحليلة جارك } .
وأنزل الله تعالى تصديق ذلك : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } الآية .
فمن جعل لله ندا يحبه كحب الله فهو ممن دعا مع الله إلها آخر وهذا من الشرك الأكبر .
والمقصود هنا أن الشيء إذا انقسم ووقعت فيه الشركة نقص ما يحصل لكل واحد فإذا كان جميعه لواحد كان أكمل فلهذا كان حب المؤمنين الموحدين المخلصين لله أكمل .
وكذلك سائر ما نهوا عنه من كبائر الإثم والفواحش يوجب كمال الأمور الوجودية في عبادتهم وطاعتهم ومعرفتهم ومحبتهم وذلك من زكاهم كما أن الزرع كلما نقي عنه الدغل كان أزكى له وأكمل لصفات الكمال الوجودية فيه قال تعالى : { وويل للمشركين } { الذين لا يؤتون الزكاة } وأصل الزكاة التوحيد والإخلاص كما فسرها بذلك أكابر السلف .
وقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } وقال : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } .
وهذا كله مبسوط في غير هذا الموضع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrabany.forumegypt.net
 
افضليىة بعض القرأن ج9
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» افضليىة بعض القرأن ج11
» افضليىة بعض القرأن ج7
» افضليىة بعض القرأن ج8
» افضليىة بعض القرأن ج10
» افضليىة بعض القرأن ج12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى :: الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى :: روحانية القران العظيم-
انتقل الى: