الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 20/03/2015

افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 6 Empty
مُساهمةموضوع: افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 6   افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 6 Emptyالأربعاء مارس 25, 2015 3:33 pm

ولهذا كان كل ما وصف به الرب نفسه من صفاته فهي صفات مختصة به يمتنع أن يكون له فيها مشارك أو مماثل فإن ذاته المقدسة لا تماثل شيئا من الذوات وصفاته مختصة به فلا تماثل شيئا من الصفات ; بل هو سبحانه أحد صمد { لم يلد ولم يولد } { ولم يكن له كفوا أحد } فاسمه ( الأحد دل على نفي المشاركة والمماثلة واسمه ( الصمد دل على أنه مستحق لجميع صفات الكمال كما بسط الكلام على ذلك في الشرح الكبير المصنف في تفسير هذه السورة .
وصفات التنزيه كلها ; بل وصفات الإثبات : يجمعها هذان المعنيان .
وقد بسط الكلام في التوحيد وأنه نوعان : علمي قولي وعملي قصدي .
فقل يا أيها الكافرون اشتملت على التوحيد العملي نصا وهي دالة على العلمي لزوما .
و { قل هو الله أحد } اشتملت على التوحيد العلمي القولي نصا وهي دالة على التوحيد العملي لزوما .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك وقد ثبت أنه كان يقرأ أيضا في ركعتي الفجر بآية الإيمان التي في البقرة { قولوا آمنا بالله } في الركعة الأولى وآية الإسلام التي في آل عمران : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } .
والمقصود هنا أن صفات التنزيه يجمعها هذان المعنيان المذكوران في هذه السورة : أحدهما نفي النقائص عنه وذلك من لوازم إثبات صفات الكمال فمن ثبت له الكمال التام انتفى النقصان المضاد له والكمال من مدلول اسمه الصمد .
والثاني أنه ليس كمثله شيء في صفات الكمال الثابتة وهذا من مدلول اسمه الأحد .
فهذان الاسمان العظيمان - الأحد الصمد - يتضمنان تنزيهه عن كل نقص وعيب وتنزيهه في صفات الكمال أن لا يكون له مماثل في شيء منها .
واسمه الصمد يتضمن إثبات جميع صفات الكمال فتضمن ذلك إثبات جميع صفات الكمال ونفي جميع صفات النقص فالسورة تضمنت كل ما يجب نفيه عن الله وتضمنت أيضا كل ما يجب إثباته من وجهين : من اسمه الصمد ومن جهة أن ما نفي عنه من الأصول والفروع والنظراء مستلزم ثبوت صفات الكمال أيضا .
فإن كل ما يمدح به الرب من النفي فلا بد أن يتضمن ثبوتا بل وكذلك كل ما يمدح به شيء من الموجودات من النفي فلا بد أن يتضمن ثبوتا وإلا فالنفي المحض معناه عدم محض والعدم المحض ليس بشيء ; فضلا عن أن يكون صفة كمال .
وهذا كما يذكره سبحانه في آية الكرسي مثل قوله : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم } فنفي أخذ السنة والنوم له مستلزم لكمال حياته وقيوميته فإن النوم ينافي القيومية والنوم أخو الموت ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون .
ثم قال : { له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } فنفي الشفاعة بدون إذنه مستلزم لكمال ملكه ; إذ كل من شفع إليه شافع بلا إذنه فقبل شفاعته كان منفعلا عن ذلك الشافع فقد أثرت شفاعته فيه فصيرته فاعلا بعد أن لم يكن وكان ذلك الشافع شريكا للمشفوع إليه في ذلك الأمر المطلوب بالشفاعة ; إذ كانت بدون إذنه لا سيما والمخلوق إذا شفع إليه بغير إذنه فقبل الشفاعة فإنما يقبلها لرغبة أو لرهبة : إما من الشافع أو من غيره وإلا فلو كانت داعيته من تلقاء نفسه تامة مع القدرة لم يحتج إلى شفاعة والله تعالى منزه عن ذلك كله كما قال في الحديث الإلهي : { يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني } .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالشفاعة إليه فكان إذا أتاه طالب حاجة يقول : { اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء } أخرجاه في الصحيحين ; وكان مقصوده أنهم يؤجرون على الشفاعة وهو إنما يفعل ما أمره الله به .
وكذلك قوله : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } بين أنهم لا يعلمون من علمه إلا ما علمهم إياه كما قالت الملائكة : { لا علم لنا إلا ما علمتنا } فكان في هذا النفي إثبات أن عباده لا يعلمون إلا ما علمهم إياه فأثبت أنه الذي علمهم لا ينالون العلم إلا منه .
فإنه : { الذي خلق } { خلق الإنسان من علق } و { علم بالقلم } { علم الإنسان ما لم يعلم } .
ثم قال : { وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما } أي لا يكرثه ولا يثقله .
وهذا النفي تضمن كمال قدرته فإنه مع حفظه للسموات والأرض لا يثقل ذلك عليه كما يثقل على من في قوته ضعف .
وهذا كقوله تعالى : { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } فنزه نفسه عن مس اللغوب .
قال أهل اللغة اللغوب الإعياء والتعب .
وكذلك قوله : { لا تدركه الأبصار } الإدراك عند السلف والأكثرين هو الإحاطة .
وقال طائفة هو الرؤية وهو ضعيف ; لأن نفي الرؤية عنه لا مدح فيه فإن العدم لا يرى .
وكل وصف يشترك فيه الوجود والعدم لا يستلزم أمرا ثبوتيا فلا يكون فيه مدح إذ هو عدم محض بخلاف ما إذا قيل لا يحاط به فإنه يدل على عظمة الرب جل جلاله .
وإن العباد مع رؤيتهم له لا يحيطون به رؤية كما أنهم مع معرفته لا يحيطون به علما وكما أنهم مع مدحه والثناء عليه لا يحيطون ثناء عليه ; بل هو كما أثنى على نفسه المقدسة .
ولهذا قال أفضل الخلق وأعلمهم : { لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك } وهذه الأمور مبسوطة في موضع آخر .
والمقصود هنا الكلام على معنى كون { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن وبيان أن الصواب القول الأول .
الوجه الثالث الذي يدل على فساد القول الثاني أن يقال : قول القائل " معرفة أفعاله " إن أراد بذلك معرفة آياته الدالة عليه فهذه من تمام معرفته ويبقى معرفة وعده ووعيده وقصص الأمم المؤمنة والكافرة لم يذكره وهو القسم الثاني من أقسام معاني القرآن كما لم يذكر أمره ونهيه .
وإن جعل هذه من مفعولاته فمعلوم أن معرفة الوعد والوعيد والقصص المطلوب فيها الإيمان باليوم الآخر وجزاء الأعمال كما أن المطلوب بالأمر والنهي طاعته فإنه لا بد من الإيمان بالله واليوم الآخر ومن العمل الصالح لكل أمة كما قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .
الوجه الرابع أن يقال : ما ذكره من نفي المثل عنه ومن نفي الولادة مذكور في غير هذه السورة فلم يختص بهذا المعنى .
الوجه الخامس أن يقال : هب أنها تضمنت التنزيه كما ذكره الله فمعرفة الله ليست بمعرفة صفات السلب بل الأصل فيها صفات الإثبات والسلب تابع ومقصوده تكميل الإثبات كما أشرنا إليه من أن كل تنزيه مدح به الرب ففيه إثبات ولهذا كان قول " سبحان الله " متضمنا تنزيه الرب وتعظيمه ففيها تنزيه من العيوب والنقائص وفيها تعظيمه سبحانه وتعالى كما قد بسط الكلام على ذلك في مواضع .
وأما القول الثالث وهو المراد به أن من عمل بما تضمنته كان كمن قرأ ثلث القرآن ولم يعمل بما تضمنته فهذا أيضا ضعيف وما نفاه من المعادلة فهو مبني على قول من اعتبر في مقدار الأجر كثرة الحروف وهو قول باطل كما قد بين في موضعه وذلك أن العمل بها إن أراد به العمل الواجب من التصديق بمضمونها وتوحيد الله فهذا أجره أعظم من أجر من قرأ القرآن جملة ولم يعمل بذلك فإنه إن خلا عن الإيمان بمضمون القرآن فهو منافق وإن خلا عما يجب عليه من العمل فهو فاسق .
ومعلوم أن هذا لو قرأ القرآن عشر مرات لم يكن أجره مثل أجر المؤمن المتقي .
وأيضا فإن هذا الأجر على الإيمان بمضمونها سواء قرأها أو لم يقرأها والأجر المذكور في الحديث هو لمن قرأها فلا بد أن يكون قد قرأها مع الإيمان بما تضمنته .
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل قراءتها تعدل ثلث القرآن وقرأها على أصحابه وأخبرهم أنه قرأ عليهم ثلث القرآن : فكانت قراءته لها تعدل قراءته هو للثلث .
وكذلك الرجل الذي جعل يرددها .
وكذلك إخباره لهم بأنها تعدل ثلث القرآن وإنما يراد به ثلثه إذا قرءوه هم لم يرد به الثلث إذا قرأها منافق لا يؤمن بمعنى { قل هو الله أحد } .
ثم إن كون المراد بذلك من قرأ الثلث بلا إيمان بها معنى ليس في اللفظ ما يدل عليه وإنما يدل اللفظ على نقيضه .
وهذا التأويل وأمثاله هو من تحريف الكلم عن مواضعه الذي ذم الله عليه من فعل ذلك من أهل الكتاب وهو نوع من الإلحاد في كلام الله ورسوله .
وقد ذكر أبو حامد الغزالي وجها آخر غير هذه الثلاثة فقال في كتابه : " جواهر القرآن ودرره " أما قوله : { { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن } ما أراك تفهم وجه ذلك فتارة تقول : ذكر هذا الترغيب في التلاوة وليس المعنى به التقدير وحاشا منصب النبوة عن ذلك .
وتارة تقول : هذا بعيد عن الفهم والتأويل فإن آيات القرآن تزيد على ستة آلاف آية فهذا القدر كيف يكون ثلثها ؟ وهذا لقلة معرفتك بحقائق القرآن ونظرك إلى ظاهر ألفاظه فتظن أنها تعظم وتكثر بطول الألفاظ وتقصر بقصرها .
وذلك كظن من يؤثر الدراهم الكثيرة على الجوهرة الواحدة نظرا إلى كثرتها .
فاعلم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن قطعا وترجع إلى الأقسام الثلاثة التي ذكرناها في مهمات القرآن وهي : معرفة الله ومعرفة الآخرة ومعرفة الصراط المستقيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrabany.forumegypt.net
 
افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 5
» افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 4
» افضلية بعض القرأن على بعض الجزء 3
» الجزء الثانى من القول فى افضلية بعض الفرأن على بعض
» افضليىة بعض القرأن ج7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى :: الطريق الربانى لطالب العلم الروحانى :: روحانية القران العظيم-
انتقل الى: